الجاحظ
775 - 868 م
159 - 255 هـ
الجاحظ .. روسو .. غوركي .. جميعهم تشابهوا في طفولة شقية مُتعبه، ويفاعة لا تقل شقاءً وتعباً، كانوا مرشحين لأن يكونوا - حسب معطيات الواقع حولهم - شاذين أو فاشلين في الحياة، ولكنهم تمردوا على وحل الواقع فصاروا أبرز أعلام الإنسانية ،كلٌّ في زمانه أولاً ثم في ذاكرة الإنسانية ثانياً .


وفيمايخصُّ الجاحظ لا نعرف بين أدباء العربية من مزج بين التجربة الحياتية والتجربة الإبداعية، مثل ما فعل، إذ آمن أن لا قيمة للإبداع دون المعاناة الحياتية، وطبّق هذا الإيمان عملياً فكان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها ليلاً، وقد ثابر على ذلك طوال حياته حتى انتهى أحد الشهداء الأفذاذ لعطش المعرفة الذي لا يرتوي .


إن الكتب لم تحجب الجاحظ عن الناس بجميع فئاتهم، فكان يُخالط ويسأل، يأخذ ما لا يعرفه ويُصّحح ما قد يكون عند بعضهم من أخطاء لا يقبلها العقل، إنه لا يقبل المسموع من تجارب الآخرين كما هو، بل يعمد إلى التجربة بنفسه _ إذا أمكن ذلك .. حدث أن قال له أحدهم إن نوعاً من العشب يقتل الأفعى برائحته إذا ألقيته عليها فاستحضر الجاحظ ذلك العشب ، وألقاه على الأفعى وتبين له أن ماسمعه كان كذباً .


لم يكن هناك خطّة واضحة في تعليم الجاحظ وتربيته لكنه مشى إلى خلوده من خلال جهاد مرير في سبيل لقمة العيش وفي سبيل الكلمة الإبداعية يرتزق من بيع السمك والخبز في النهار ويكتري دكاكين الوراقين ليقرأ ليلاً .



تحرير العقل :


كما التقى الجاحظ بـ ( روسو ) و " غوركي " من حيث اليتم والتشرد ومزاولة كل أنواع العمل حتى يعيش مُذ كان طفلاً .. التقى كذلك الأفذاذ الذين مجدوا العقل في تاريخ البشرية ... وفي تراثنا العربي التقى الجاحظ مع ابن سينا ( 980 - 1037 م ) في نقطة هي ( احترام العقل ) وجاء ذلك عندهما انطلاقاً من ( احترام الحياة ) .. إختلفا بعد ذلك في أن الجاحظ حاول أن يطبّب العقل و يحرّره فكان بذلك أول مَن دعا إلى اقتحام ( باب الإيمان ) بالعقل والفكر الحر، انطلاقاً من إيمانه بقيمة العقل والتجربة في تصحيح ما يصل إلينا ... بينما حاول تلميذه ابن سينا الاهتمام بمعالجة أمراض الجسم .


ولا نبتعدُ عن الحق إذا قُلنا إن الجاحظ من رواد الشك وإعمال العقل في تراثنا العربي الإسلامي، وفتح بذلك الباب لمن جاء بعده من أمثال الفارابي وابن سينا والمتنبي والمعري ..وغيرهم ...


والعقل عند الجاحظ هو " وكيل الله عند الإنسان " وقد سَمّي بهذا الاسم ( العقل ) لأنه يلزم الإنسان ويعصمه عن أن يمضي في سبيل الجهل والخطأ والمضرة كمايفعل البعير ..



تحرير الأسلوب :


لم يقف الجاحظ عند الدعوة لتحرير العقل، بل دعا من خلال ما كتب لتحرير الأسلوب من الجمود والصنعة السائدين قبله .. فقرّب النثر من الحياة وحملّه همومها، فأصبحت اللغة مع الجاحظ تحمل نبض الحياة والناس وتعيش قضاياهم .. وكشف الجاحظ عورة هؤلاء الذين كانوا يخفون أنفسهم وراء أقنعة اللغة العربية العويصة..


وكما حرّر الجاحظُ اللغة من قيود الصنعة التي رأها تعطل حرية الإبداع وتلقائيته .. كذلك رفع الجاحظ القيود عن أمور الحياة العادية وجعلها تدخلُ عالم الكلمة العنّية وهذا مالم يكن معروفاً قبله .


وصل الجاحظ إلى ذلك لأنه فكر بعقله هو لا بعقول سابقيه ونطق بلسان الناس حوله، ولم ينطق من خلال الموروث .. أبى أن يتكلم كالأقدمين علىالرغم أنه تتلمذ عليهم، فكان يقول للناس: " أنا أبو عثمان أناالجاحظ، ولستُ " قساً " ولا " سحبان وائل " ولا " أكثم بن صيفي "


لقد أسهم الجاحظ في نقل ثقافة العرب من الشعر إلىالنثر تعبيراً عن انتقالها من بداوةٍ يلائمها الشعر، إلىحضارة يلائمها النثر ، رغم إيمانه بأن ثقافة العرب أميل إلى الشعر " لأن العرب وجهوا قواهم إلى قول الشعر " .. وعلى يد الجاحظ اندفع الأدب العربي صوب النثر الذي يمتلك إمكانات أكبر بما لا يُقاس في التعبير عن جوانب الحياة بشمولها، كما يملك التأثير الأوسع على جمهور عريض من القراء فيكون إسهامه أكبر في التطور الروحي للإنسان.


وحين نزل النثر إلى مسرح الحياة صار كلُّ شيء موضوعاً للأدب، وإذا كان ( ماركس ) قد أشار إلى أن الواقعية ارتسمت منذ القرن الثامن عشر مع اندفاع الأدب صوب النثر، فإن الجاحظ أسهم في إيجاد هذه الواقعية في الأدب العربي منذ القرن التاسع الميلادي وفعل تماماً في الأدب العربي مثل الذي فعله ( بوشكين ) في الأدب الروسي في القرن الثامن عشر حين أبدع مانسميه الآن ( الأدب للشعب ) .. وكان الجاحظ في الأدب العربي القديم مثل ( برنارد شو ) في الأدب الانجليزي الحديث كان الجاحظ جاداً وهو يضحك مُتفلسفاً وهو يسخر، حيث عالج أخطر المشكلات بأسلوبه الساخر وخفة ظلّه المعروفة وتحتاج السخرية عند الجاحظ وقفة خاصة .


بقي الجاحظ فقيراً رغم شهرته الواسعة فحين سُئل " هل لك ضيعة بالبصرة ؟! " أجاب ضيعتي معي، لا تحتاج إلى تجديد ولا تسميد ولعله يشير بذلك إلى أنّه لا يملك سوى علمه وكتبه وشوقه إلىالمعرفة، ولا عجب - مع هذا الواقع - أن نجد أن الجاحظ خير مَن تحدث عن الكتاب وقيمته في الحياة خاصةً في بداية كتابه الشهير ( الحيوان ) .


وإذا كان بعض المبدعين قد جاء إلى الحياة من الأدب، فإن الجاحظ قد جاء إلى الأدب من الحياة، كانت الحياة عنده أولاً وجاء الأدب ليعبر عن حقائق هذه الحياة، وجعل للأدب غايةً لا يفترق فيها الجانب الجمالي عن الجانب الاجتماعي فأسهم بأن جعل الثقافة للجماهير حين قصدها وتوّجه إليها فيمايكتب، وكان كما يقول الشاعر: ( بدر شاكر السياب): أول أديب عربي نزل إلى السوق فصور لنا أحوال الشعب تصويراً ينبض بالصدق والحياة بأسلوب حسبنا أن نقول فيه: أنه أسلوب الجاحظ، والذي كان بحق مدرسة في الأسلوب تخرج منها أدباء شباب وامتاز بأنه الأسلوب البسيط الذي يخفي تحته أفكاراً في تجدّدٍ دائم، أو تحفزُ علىالتجديد وفي كثير من النقاط يمكن مقارنةالجاحظ مع ( فولتير ) .


إن إباء الجاحظ واعتزازه بإبداعه قاداه إلى أن يكون أميراً بين كتبه وأوراقه على أن يكون رئيساً في ديوان الخليفة ( المأمون ) فحين أسند المأمون رئاسة الديوان للجاحظ قبله على كره منه ليتركه بعد أيام ثلاثة حين رأى في الديوان موظفين ( صقلت ثيابهم ) فقال كلمته المشهورة: " ظواهر نظيفة ومواطن سخيفة " .


إن إيمان الجاحظ بالحرية، قاده إلىكثير من هذه المواقف التي كانت تعبيراً بالسلوك العملي عن الحرية، وأما عن إيمانه بالعلاقة بين الإبداع والحرية، فقد قال في كتابه الحيوان " أقول شيئاً ليس يُخرجه مني إلاّ الشكر والحرية .." .


ويتحدث الجاحظ عن حرية الإرادة حين رأى أنّ الذين حول الخلفاء يسلبون الإنسان إرادته ليجعلوه كالريشة في مهب الريح .


كان إخلاص الجاحظ للثقافة أعظم من إخلاصه لأي شيء آخر، وجعله هذا الإخلاص محوراً للثقافة في عصره ولعله من أوائل الذين آمنوا بأثر الثقافة في المجتمع حين رأى أنّها تقوّم يد الإنسان ولسانه وأن يد الإنسان لا تكون إلاّ خرقاء ولا تصير صناعاً ما لم تكن المعرفة ثقافاً لها واللسان لايكون أبداً ذاهباً في طريق البيان متصرفاً في الألفاظ إلاّ بعد أن تكون المعرفة متخللة به واضعة له في مواضع حقوقه .." .


لم يتتلمذ الجاحظ على أستاذ بل كانت الحياة أستاذه الأكبر وكانت دكاكين الوراقين بما فيها من كتب مدرسته الواسعة .


ألف الجاحظ كتاب ( الحيوان ) وعمره اثنان وثمانون عاماً ولم ينقطع عن الكتابة والتأليف طوال حياته التي امتدت حوالي قرن . تروي الكتب أنه مات في عام 250 هــ بينما كان قد ولد عام 155 هــ وصار يعيش في كنف أمه - إذ توفي والده وهو صغير - في أسرة من سواد فقراء البصرة واندفع إلى العلم بطموح كبير إلى مستقبل يعوضه اليتم الذي أهاض جناحه .. أخذ يتردد علىحلقات العلم، يذهب إلى المربد يتلقىالفصاحة شفاهاً ويستمع ويناقش وأمدّه طموحه وفقره بالمثابرة و الصبر والقوة في التحصيل وكان بعد أن ينتهي من عمله اليومي في التعلم - علىطريقته الخاصة - يذهب ليعيش من كسب يده فيبيعُ الخبز " والسمك جانب نهر البصرة، وكانت والدته التي تعتني به قد ضايقها انصرافه إلى العلم والمعرفة أكثر من انصرافه إلى العمل وقد قدمت له في إحدى المرات حين طلب الطعام طبقاً عليه كراريس من الأوراق ؟ فقال : ما هذا ؟! قالت هذا الذي تجيء به ؟!




الجاحظ والمرأة


من لوازم الإيمان بالعقل والحرية - كما عند الجاحظ - الإيمان بإنسانية المرأة بحيث لا يخلو تراث كاتب عظيم من رأيٍ في المرأة سلباً كان أم إيجاباً ..


هذاالجاحظ البعيد عنَّا زمانا القريب منا فكراً ووجداناً يحدثناعن المرأة مناقشاً بعض معاصريه . وبالطبع لا يمكننا أن نفصل الشكل الذي اتخذه الحوار في هذا الأمر ولا مضمونه عن الزمان والمكان اللذين يدور فيهما.


طرح الجاحظ قضية المرأة في فترة من تطور المجتمع العربي القرن الثالث الهجري، ولم يكن من الممكن أن تطرح قبل الوصول إلى هذه الدرجة من التطور ...


وأعاد قاسم أمين 1865 - 1908 طرح القضية ذاتها وإن بأسلوب آخر ومضمون آخر أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين .


إن طرح الجاحظ لقضية المرأة كان فيه جرأة كاملة نسبة إلى مقاييس عصره السائدة، وكان حسب مانعْلم أول من طرح هذه القضية وحاول إنصاف المرأة في أدبه ولعله أول من دافع عن شرعية وجود الحب بين الناس .


ولعل الذي دفع الجاحظ كي يطرح هذه القضية - ماوصل إلى علمه - وهو المطلع على تراث العرب - من أخبار النساء العربيات اللواتي جابهن الرجال، بعد سلسلة طويلة من الاعتداء على الأنثى بدءاً من رفض وجودها ودفنها حية تجنياً كماكان يحدث في الجاهلية، إلى رفض الاعتراف بوجودها المستقل لأنها كائن ناقص العقل والدين!!


كما قرأ الجاحظ - ولا شك - إن نساء عربيات مشهورات قد رثين الأخ أو الأب، ولم يسمع أن رجلاً رثى أختاً أو أمّاً أو زوجة - إذ كان رثاء جرير لزوجته استثناء في أدبنا العربي القديم .


لهذا كلّه علىما نرجح أخذ الجاحظ يتحدث عن المرأة حديثاً موضوعياَ واعتبر حديثه إنصافاً للمرأة في زمن عزّ الحديث فيه عن المرأة ويلمس القارئ شذرات الجاحظ عمقاً يحسب له بمقاييس عصر بحيث نظلمه إذا طبقنا عليه مقاييس عصرنا التي عمقها: علم النفس وعلم الاجتماع ،وتقدم العلوم الإنسانية والحضارة البشرية بشكل عام ..


فقد لمس أن المرأة تخلص للحب أكثر من الرجل ففي كثير من الأعمال الأدبيةالكبرى نجد الرجال يسقطون لأنهم تخلوا عن الحب بعكس النساء اللواتي يخلصْن للحياة والحب ورأى الجاحظ أن المرأة لا تقل عن الرجل في إمكاناتها فهي مثله تنشغل - إذا سمحت لها ظروفها الاجتماعية والاقتصادية - بقضايا المجتمع وقضايا الحياة والوجود، التي يعتبرها بعضهم حكراً على عقول الرجال، والمرأة عند الجاحظ مثل الرجل أوحسب تعبير " المثل الشعبي " الذي يصف الذكر والأنثى بأنهما " الفولة وانقسمت نصفين "


وحديث الجاحظ عن المرأة، موضوعي بحيث تحدث عن نماذج مختلفة من النساء كما أن هناك نماذج مختلفة من الرجال يدافع الجاحظ عن المرأة بمثل قوله: " .. ولسنانقول ولا يقول أحد ان النساء فوق الرجال أو دونهم بطبقة أو طبقتين أو أكثر، ولكننا رأينا ناساً يزرون عليهن أشد الزراية ويحتقرونهن أشد الاحتقار ويبخسونهن أكثر حقوقهن .."ويتابع الجاحظ قائلاً: ...." ونحن إذارأينا أن فضل الرجل علىالمرأة في جملة القول في الرجال والنساء - أكثر وأظهر فليس ينبغي لنا أن نقصر في حقوق المرأة، وليس ينبغي لمن عظم حقوق الآباء أن يُصغر حقوق الأمهات وكذلك إن الرجل عامة قد يكون أقوى ولكن المرأة عامة قد تكون أرحم، ويرى الجاحظ ان من عجز الرجل " أن لا يستطيع توفير حقوق الآباء والأعمام إلاّ بأن ينكر حقوق الأمهات والأخوال " ..


المرأة أجمل مافي الوجود


تحدث الجاحظ عن مزايا المرأة التي تجعلها موضوعاً للحب و مركزاً للجمال، المرأة التي يراها أجمل ما في الوجود، ولا شيء يبلغ في الجمال مبلغها، لذلك يعيب على الشعراء التشبيهات التي يشبهون بها المرأة ويرى أن هذا النوع من التشبيه، إنّما هومن الضرورات الشعرية الكلامية التي لا تعبر عن الحقيقة يقول: " .. وقد علم الشاعر والواصف أن الجارية الفائقة الحسن أحسنُ من الظبية وأحسن من البقرة وأحسن من كل شيء تشبّه به، ولكنهم إذا أرادوا القول شبهوها بأحسن ما يجدون كأنها الشمس وكأنها القمر ... والشمس وإن كانت بهية فإنما هي شيء واحد وفي وجه الحسناء وخلقهاضروب من الحسن الغريب والتركيب العجيب، ومن يشَّك أن عين المرأة الحسناء أحسن من عين البقرة ؟! وأن جيدها أحسن من جيد الظبية ؟! والأمر فيما بينهما متفاوت،ولكن الشعراء والكتاب فعلوا ذلك عن إيمان منهم بأنه الواقع ولكنهم عمدوا إلى ذلك، ولو لم يفعلوا هذا وشبهه لم تظهر فطنتهم وبلاغتهم ... (1)




جمال المرأة عند الجاحظ


إن جمال المرأة - عنده - صنفان: جمال ظاهر، وجمال باطن، فالأول هو جمال الأعضاء، والثاني ذلك الجمال الذي يدركه الرجل فقط من المرأة لأن النساء " لا يبصرن من جمال النساء إلا قليلاً " ولأن الرجال بالنساء أبصر ولأن المرأة تعرف من المرأة ظاهرالصفة....


أما الجمال الداخلي الذي يوافق الرجال ، فأن المرأة لا تدركه فقد تحسُن المرأة أن تقول: كأن أنفها السيف، وكأن عينها عين الغزال، وكأن عنقهاإبريق فضة، وكأن ساقها حجارة مرمر، وكأن شعرها العناقيد، وكأن أطرافها المداري وما اشبه ذلك .... " (2)


ويتحدث الجاحظ عن الحب وأثره في حياة الناس وسلوكهم، وهو يعني حين يتحدث في هذا المجال، حب الرجل للمرأة إذ يعتبر أن الحب شيء من طبيعةالإنسان لا يمكن أن يتخلص منه، وإن كان هذا الحب يختلف عنده قوة وضعفاً، وحدةً وفتوراً،باختلاف مزاج الرجل وملابسات حياته، ولكنه في كل الأحوال يرىضرورة الحب الذي يتحدث من خلاله عن أثر المرأة في حياة الرجل، وكأنه أراد أن يصل إلى ما نُعبّر عنه في زماننا حين نقول : " وراء كل عظيم امرأة " وكأنه أيضاً يلّمح إلى أنه لولا الحب لماكانت أعظم الإبداعات البشرية التي جاءت في معظمها، كي يُقدمها المبدع هدية لتلك التي يُحبّها، والأمثلة كثيرة من تراثنا العربي وغيره ولعل المثال البارز هو " دانتي " الذي أبدع " الكوميديا الإلهية " كي يقدمها لحبيبته " بياتريس " .


ويرىالجاحظ أن تعيير النساء من أكبر نقائص الرجال ويضعه مع أحط الصفَّات في كفّة واحدة. يقول في كتابه "البيان والتبيين : " ... شاتم أعرابي أعرابياً، قال: إنكم لتقصرون عن العطاء وتعيرون النساء وتبيعون الماء " ..!! (3)