رغم حالة القلق والتوتر التي تصيب الطلاب والأسر في أيام الامتحانات التي تجعل البيوت في حالة طوارئ‏,‏ غير أن هذه الأيام الصعبة يمكن أن تمر بسلام‏..‏ ولكن بشروط‏!‏ تقول د‏.‏ جيهان ميشيل خبيرة علم النفس التعليمي والتربوي‏:‏ بداية يجب أن أؤكد أن هدوء الأعصاب والثقة بالنفس هما مفتاح النجاح والتفوق لكل طالب‏,‏ ولقد أثبتت التجارب أن التحصيل الدراسي الجيد لا يعتمد علي عدد ساعات المذاكرة بقدر ما يعتمد علي الحالة النفسية للطالب‏,‏ والطريقة التي يذاكر بها التي تختلف من طالب لآخر‏.‏ وبالنسبة للحالة النفسية للطالب‏,‏ تؤكد أن القلق هو عدو التركيز والاستيعاب‏,‏ فالطالب الذي يدخل دائرة القلق النفسي يفقد تركيزه‏,‏ ويقل تحصيله‏,‏ وقد ينهار نفسيا‏.‏ ولمواجهة هذا الإحساس بالقلق والقضاء عليه تماما يجب أن يكون لدي الطالب الإيمان الكافي بأن مقدرات الأمور بيد الله‏,‏ وأن الإنسان عليه أن يعمل ما في وسعه‏,‏ أما النجاح والتوفيق فمن عند الله العادل الذي يعطي كل إنسان علي قدر جهده‏,‏ حيث إن هذا الشعور الجميل بالاتكال علي الله والإيمان بعظمة قدراته وعدله يشع في الإنسان قدرا كبيرا من الراحة والهدوء النفسي والتفاؤل‏.‏ وتضيف د‏.‏ جيهان ميشيل أن هناك أشياء تساعد في التغلب علي القلق النفسي منها ممارسة بعض تمارين الاسترخاء في وقت الراحة عن طريق التنفس المنتظم العميق في أثناء الشهيق‏,‏ والبطء في أثناء الزفير والعد من‏1‏ إلي‏6‏ في كل مرة‏,‏ ويجب الاسترخاء في وضع مريح في أثناء ممارسة هذا التمرين‏,‏ مع الاستماع لموسيقي هادئة وتكرار هذا التمرين‏3‏ مرات يوميا من‏10‏ دقائق إلي‏15‏ دقيقة كل مرة‏,‏ وذلك من شأنه أن يجعل الطالب يشعر بالهدوء ويطرد القلق بعيدا عنه‏.‏ هذا بالنسبة للحالة النفسية للطالب‏,‏ أما بالنسبة للطريقة المثلي للمذاكرة‏,‏ فهي تعتمد علي استخدام القدرات الخاصة للذاكرة البشرية واستغلالها علي الدرجة الأمثل من أجل تحقيق تخزين جيد للمعلومات يسهل استرجاعها وقت الامتحان بسهولة ويسر‏,‏ وذلك يمكن تحقيقه عن طريق اتباع العديد من الخطوات في أثناء المذاكرة‏,‏ منها تقسيم ساعات المذاكرة إلي عدة فترات تتخللها الراحة‏,‏ فيكون ذلك أفضل من الاستغراق لساعات طويلة متواصلة في الاستذكار‏,‏ والانتباه والتركيز وعدم وجود عوامل أخري تشوش علي الذاكرة مثل الاستماع إلي الأغاني وأحاديث الأهل الجانبية‏,‏ حيث يجب أن يكون مكان المذاكرة هادئا‏,‏ وبعيدا عن الصخب والضوضاء‏,‏ كما أن الفهم الجيد ضروري جدا لتخزين المعلومات‏,‏ وليس الصم أو الحفظ دون فهم المعني المقصود‏,‏ واستيعاب الموضوع كوحدة واحدة بكل أبعاده‏(‏ في البداية‏)‏ ثم التركيز علي جزئياته فيما بعد‏,‏ وليس العكس كما يفعل بعض الطلبة بالتكرار الممل لجملة ما عدة مرات لتثبيتها في الذاكرة‏,‏ وهذا يأتي بنتائج عكسية وفيه مضيعة للوقت‏.‏ وتنصح بضرورة تقسيم الموضوع بطريقة أو بترتيب خاص مثلا حسب حروف كلمة معينة مألوفة‏,‏ بحيث يذكر كل حرف منها الطالب بمقطع معين‏,‏ أو وضع تسلسل خاص‏,‏ أو علاقة خاصة بين أجزاء الموضوع‏,‏ مما يسهم في تثبيتها في الذاكرة بشكل رائع‏,‏ فضلا عن استخدام عدة حواس في وقت واحد مثل القراءة بصوت عال أو الكتابة‏,‏ ويكون ذلك من الأشياء المفيدة لتثبيت المعلومات‏.‏ كما تنصح د‏.‏ جيهان بالتكرار والمراجعة‏,‏ ثم حل الأسئلة والامتحانات السابقة‏,‏ وهذا يعتبر تدريبا جيدا ويعطي ثقة بالنفس وتعودا علي طريقة الامتحان‏,‏ وضرورة أن يعقب المذاكرة الاسترخاء أو النوم‏,‏ وليس مشاهدة التليفزيون أو الكمبيوتر‏,‏ لأن أي نشاط ذهني يصحبه دخول معلومات جديدة للذاكرة يؤثر بشكل سلبي علي المعلومات السابقة التي تم تخزينها‏,‏ كما يجب عدم تناول المنبهات من الشاي والقهوة في أثناء المذاكرة في الفترة المسائية ويفضل شرب العصائر الطازجة أو اللبن للحصول علي قسط من النوم الهادئ‏,‏ مما يساعد علي التركيز في أثناء الامتحان‏.‏ وبالنسبة للمشكلة العامة التي يعاني منها معظم الطلبة قبل دخول الامتحان مباشرة وهي الشعور بنسيان كل المعلومات‏,‏ أؤكد أنه شعور وهمي‏,‏ ويكون نتيجة حالة القلق والتوتر الشديد التي تنتاب الطالب‏,‏ لأنه في أوقات الشدة يفرز الجسم هرمونات معينة وظيفتها زيادة التركيز وتنشيط الذاكرة وشحذ العزيمة‏,‏ مما يجعل الإنسان في أفضل حالاته الذهنية‏,‏ مما يساعد علي تنشيط الذاكرة وتذكر المعلومات المطلوبة التي يعتقد أنها منسية‏.